منتديات مركز السنابل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مركز السنابل


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرزق بيد الله وحده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوفي
عضو مميز
عضو مميز
الوفي


عدد الرسائل : 214
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

الرزق بيد الله وحده Empty
مُساهمةموضوع: الرزق بيد الله وحده   الرزق بيد الله وحده Emptyالثلاثاء يونيو 17, 2008 5:52 pm

عقيـدة أن الله وحده هو الرازق.. وربطهـا بالسلوك


عقيدةٌ لا تخفى على أي مسلم أو مسلمة ...
عقيدةٌ ملأت دلائلها الآفاق...
عقيدة نتعلم (حفظها) منذ نعومة أظفارنا...
عقيدةٌ (يتحدث) بها الحلاقون... السائقون... الموظفون... وكل مسلم يسعى في طلب الرزق... أو لا يسعى...
عقيدةٌ يخوض من أجلها الناس في بحور الجدل ليثبتوا صحتها (نظرياً)...
عقيدةٌ أنـَّـت (وما زالت) من ادعاء الكثير بأنهم من أبنائها... وما أعقهم لهـا...
عقيدةٌ أصبح الكثير من الناس يتعاملون معها على أنها (مجـرد) تراث يجب الحفاظ عليه...
عقيـدةٌ باعتناقها وتطبيقها يتحرر المسلم من نصف قيود الدنيا....

أتعلمون ما هي.. ؟

إنهـا عقيـدة أن الرزق بيد الله عز وجل وحده ...

إنها عقيـدة ُ أنه ليس هناك أسبابٌ للرزق.. فالرزق قسمه الله بين العباد... وقُضِيَ الأمـر..

إنها عقيـدة ُ أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤخروا رزقاً أو يعجلوه، أو يزيدوه، أو ينقصوه.. لما استطاعوا، لأن الرزق بالذات... ليس في الأرض... إنما هو في السماء..

والذي دعاني لكتابة هذا الموضوع ما سار عليه الناس من فصل هذه العقيدة عن سلوكياتهم...
فهذه العقيدة يحفظ الناس نصوصها عن ظهر قلب، يرددونها، ويدَّعون التصديق الجازم بها، إلا أنهم لا يجعلونها نصب أعينهم عند اتخاذ أي قرار في حياتهم، حتى لو كان هذا القرار مجرد نهيٌ عن منكرٍ ظاهر يرتكبه مسؤول في العمل...

علماً بأن الرزق من الأمور التي جعلها الله في السماء، وقدرها كما يشاء هو سبحانه.. ولهذا فالرزق ليس مرتبطاً بأي سبب من أسباب الدنيا.. فلا العلم يزيد رزقاً، ولا الجهل ينقصه، ولا القوة تزيد رزقاً ولا الضعف ينقصه، ولا الاجتهاد يقدم رزقاً، ولا الكسل يؤخره، وهكـذا...
فالله عز وجل استأثر لنفسه بتقسيم الأرزاق وتقديرها للعباد، وإنما طلب من المؤمنين الأخذ بأسباب السعي، لأن السعي واجب شرعاً، والرجل عندما يبحث عن عمل، فإنه لا يبحث عن رزق، إنما يبحث عن سببٍ من أسباب السعي ليحقق فرض السعي...

والمتأمل في حقيقة الإسلام، وعقيدته الصافية الصلبة، يجد أن هذه العقيدة، أي عقيدة لا إله إلا الله، لا يمكن تحقيق معناها إلا إذا اعتقدنا بمقتضياتها، ومن مقتضيات لا إله إلا الله، الإيمان والاعتقاد بأن الرزق بيد الله....

والاعتقاد أو الإيمان عرف كل منهما بأنه التصديق الجازم المطابق للواقع الناشئ عن دليل..

لهذا فالمطلوب هو التصديق الجازم، لكن هذا التصديق الجازم لا بد أن يؤثر في السلوك كي يكون منتجاً، أي لا بد أن ترتبط العقيدة بالسلوك الإنساني، لكي تكون منتجة، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل )) .

لهذا كان لا بد لهذه العقيدة أن تؤثر على سلوك المسلم في حياته اليومية، فهو لا يخاف فوات رزق لأنه يعتقد بأن الرازق هو الله، وليس كتاب التعيين الصادر من الحكومة، وليس العقد المبرم مع رئيس مجلس إدارة الشركة، وليست الترقية التي سيوقع عليها المدير المالي، وليس الأجرة التي سيؤديها صاحب المحـل، وليس... وليس...

بل الله ... والله فقط .... وكما يقولون في عالم المحاسبة ... فقط الله عز وجل لا غير...

والمشكلة أن الناس... كل الناس... برهم وفاجرهم.. لا يعارضون هذا الكلام ولا يرفضونه..
بل هم به مؤمنون.. وله مصدقون.. ولكن هذا التصديق الجازم المتحقق لديهم لم يرْقَ ليصبح مؤثراً عند اتخاذ القرارات اليومية.. ففي قول الواحد منهم، إقرار وتسليم بأن الله هو الرازق... وليس لهذه الجملة أي أثرٍ ظاهر أو خافٍ في السلوك... إنما هي كلمات ترددها الألسن...

ومما يزيد الأمر سوءً... فتاوى نسمعها من بعض العالمين ببعض أحكام الشرع والذين نصبوا أنفسهم علماء، تجدهم يفتون بما يزيد الشقة بين هذه العقيدة وبين سلوك الناس، إذ يجعلون الضرورة (حسب رؤيتهم وتقديرهم) باعثاً على ارتكاب الحرام وتحصيل الرزق بطريقٍ حرام..

وهذا مما يزيد الجفوة بين اعتناق هذه العقيدة وبين سلوك معتنقها...

لهذا كان واجباً على حملة الدعوة أمران مهمان:-

الأول : -

تذكير الناس بهذه العقيدة، وربطها بسلوكهم اليومي، واستحضار الآيات الدالة عليها، وتنزيل أحكامها على قلوب الغافلين أولاً بأول... وأن يكون في ذلك مداومة ومثابرة...

الثاني : -

ضرب الأمثلة الحية أمام الناس بمدى ارتباط هذه العقيدة بالسلوك، وذلك من خلال التحدي الظاهر لكل منكر، في العمل.. في الشارع... في الحي... في كل مكان... ومعلومٌ أن الملاحقة في الرزق إحدى أوراق الضغط التي يتبعها الظلمة ليفتنوا حملة الدعوة... ولكن هيهات أن يؤثر ذلك في حامل الدعوة، بل يقول الحق ويصدع به ولا يخشى مما يخشاه الناس من فوات رزق قدره الله...

فحامل الدعوة يعتقد تمام الاعتقاد بأن الرازق هو الله، وأن الرزق بيد الله وحده فقط.. لهذا تجده لا يخشى فوات الرزق، ولا يخشى تأخره، والرزق ليس النقد فقط، إنما كل عطاءٍ من الله يكون رزقاً، فالزوجة رزق، ومعاونة الجار لك رزق، والدابة (السيارة) رزق، والأولاد رزق، والمال بكل أنواعه رزق، فكل عطاءٍ من الله فهو رزق، وقد يطرد حامل الدعوة من عمله لقوله الحق، فيقل ما اعتاد عليه من النقد، ولكن يرزقه الله الزوجة الصابرة فيكون هذا خير رزق، ويرزقه الله الجار المعين، فيكون من طيبات الرزق، ويرزقه الله العافية، فلا يحتاج الطبيب، فيكون خيراً على خيرٍ، لهذا لا يحزن حامل الدعوة ولا يجزع لنقص النقد فليس الرزق بالنقد فقط، إنما الرزق بكل عطاءٍ من أعطيات الله عز وجل، ومـا أكثرها...

وقد يتساءل البعض لماذا خاطبت في حديثي أعلاه حملة الدعوة فقط ؟ ...
إنما أخاطب في كلماتي السابقة حامل الدعوة، لأن الداء أصاب الكثير من الناس، فلن يجدي معهم الحديث ولا الحديثين، ولا مقالة الوعظ الواحدة ولا المقالتين، بل سيجدي مع المسلمين اليوم أمثلةً حيةً تعلمهم كيف يربطون بين عقائدهم وبين سلوكياتهم بعامة، وكيف يربطون بين اعتقادهم بأن الله وحده هو الرازق وبين قراراتهم اليومية بخاصة، ولن يقدر على هذا إلا الأنبياء، ومن يقتفي أثرهم، ويتأسى بهم، فالأنبياء هم حملة الرسالة من الله عز وجل، وحملة الرسالة من بعدهم أناسٌ علموا قدر الدنيا، فعافوها، وعلموا قدر الآخرة فرغبوا فيها، وهؤلاء هم صفوة الناس، بل إنه ورد في الحديث أن الأنبياء والشهداء سيغبطونهم على حب الله لهم... وثمن هذا الحب قليل جداً جداً...

إيمان قلبي ... يتمثل في التصديق الجازم بعقائد الإسلام...

وتطبيق عملي ... يتمثل في الالتزام بشرع الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
والصبر على ذلك...

وكم مدة هذا كله .... في المتوسط... 65 سنة ... منهم 15 سنة نوم... أي أن لله في حياتنا فقط حوالي 50 سنة ... ما أقل العمل... وما أعظم الأجر ...

فيا حملة الدعوة ... علموا الناس عقيدة أن الرزق بيد الله وحده... وعلموهم كيف يربطون بين هذه العقيدة وبين سلوكهم...

ولقد قلت في أول الموضوع أنه (باعتناقها وتطبيقها يتحرر المسلم من نصف قيود الدنيا) ، لأن قيود الدنيا تتمثل في أمرين رئيسيين، الأجل والرزق، وكلاهما بيد الله وحده ليس غير، وباعتقاد عقيدة أن الرزق بيد الله وحده وتطبيقها، يكون المسلم قد تحرر من نصف قيود الدنيا تقريباً... فهو لا يخشى فوات رزقٍ له أو لأولاده...

اللهم ارزقنا العلم النافع...
والقلب المخلص..
واللسان الصادق...
آمين اللهم آمين ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفي
عضو مميز
عضو مميز
الوفي


عدد الرسائل : 214
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

الرزق بيد الله وحده Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرزق بيد الله وحده   الرزق بيد الله وحده Emptyالثلاثاء يونيو 17, 2008 5:54 pm

قال صلى الله عليه وسلم :.......لو ا تقيتم الله حق تقاته لرزقكم كما يرزق الطير تروح بطانا وتعود خماصا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرزق بيد الله وحده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مركز السنابل :: قسم الثقافة :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: